صديقي..
بالأمس وأنا أتصفح الكتب بمكتبتي وقعت على كتاب كنت قد وضعته في الأعلى قريبا من السقف، ليس لمكانته وقيمته، بل لأننا حين نفرغ من قراءة كتاب نركنه بالأعلى لعدم حاجتنا له.
عنوان الكتاب «رسائل لا تمحى» أعده الكاتب الروسي «ف.ا. كوندراتيف»، الكتاب عبارة عن رصد وتجميع لرسائل من ثاروا ضد ظلم «قيصر روسيا» من الحزب «البلشفي أو اللينيني»، وأعدموا قبل أن تنتصر الثورة، وطبع 1922م تقريبا.
الرسائل وإن اختلفت أسماء من كتبها إلا أنها تحمل توجها واحدا كرسالة «توروفسكي» الأخيرة : «أكتب إليكم في الوقت الذي لم يبق على لحظة الإعدام إلا 24 ساعة، فقبل قليل انتهى اجتماع المحكمة العسكرية الميدانية، التي حكمت علي وعلى رفاقي بالإعدام شنقا، المزاج حسن للغاية، لأننا نعرف جيدا من أجل ماذا نستشهد، وأنا على ثقة أن إخوتي الصغار سوف يسيرون على أثري ويثأرون من الأوغاد».
كانت الفكرة التي انطلق منها هؤلاء «تحقيق العدل أو إيقاف ومنع الظلم»، وضحوا بحياتهم من أجل هذه القيم العظيمة، بعد أن خلصت من تصفح الكتاب، تركت مهمة إبقاء رأسي فوق كتفي «لمسند الكرسي».
تخيلت أن هؤلاء الذين علقوا على المشانق أرواحهم تزيح الغيوم عن سماء روسيا في عهد «ستالين»، ليروا كيف هي أفكارهم أصبحت واقعا.
فرت من شفتي ابتسامة ساخرة على هذا المشهد المتخيل، فقد كانوا مدهوشين من حجيم الظلم، وأحدهم قال : «هل أهدرنا حياتنا من أجل صنع ظلم جديد للشعب الروسي» ؟.
وهي نفس الدهشة التي أصابت أرواح «يهود محرقة الهولوكوست» .، إذ قال أحدهم «لنتنياهو»، هل هذا كل ما تعلمـته من المحرقـة، بأن تصنـع محرقـة جديدة ؟.
هل تعلم ما هو أخطر ظلم يا صديقي ؟
إنه ليس ظلم الآخر، بل ظلمك أنت للآخر، فظلم الآخر يمكن رؤيته بسهولة ووضوح ولن يكون ملتبسا عليك، فيما ظلمك للآخر سيكون عصيا عليك في أحايين كثيرة، «فهتلـر وستالين ونتنياهو وباقي الطغاة» حين ارتكبوا جرائم الإبادة الجماعية، كان المحرك لهم فكرة إقامة العدل على طريقتهم، ولم يفكروا ولا لحظة أن ما يقومون به ظلم، لهذا لم يردعهم الضمير..
فكر بهذا دائما يا صديقي، وتذكر دائما «أن أفضل الجهاد جهاد النفس».
التوقيع : صديقك.
S_alturigee@yahoo.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة
بالأمس وأنا أتصفح الكتب بمكتبتي وقعت على كتاب كنت قد وضعته في الأعلى قريبا من السقف، ليس لمكانته وقيمته، بل لأننا حين نفرغ من قراءة كتاب نركنه بالأعلى لعدم حاجتنا له.
عنوان الكتاب «رسائل لا تمحى» أعده الكاتب الروسي «ف.ا. كوندراتيف»، الكتاب عبارة عن رصد وتجميع لرسائل من ثاروا ضد ظلم «قيصر روسيا» من الحزب «البلشفي أو اللينيني»، وأعدموا قبل أن تنتصر الثورة، وطبع 1922م تقريبا.
الرسائل وإن اختلفت أسماء من كتبها إلا أنها تحمل توجها واحدا كرسالة «توروفسكي» الأخيرة : «أكتب إليكم في الوقت الذي لم يبق على لحظة الإعدام إلا 24 ساعة، فقبل قليل انتهى اجتماع المحكمة العسكرية الميدانية، التي حكمت علي وعلى رفاقي بالإعدام شنقا، المزاج حسن للغاية، لأننا نعرف جيدا من أجل ماذا نستشهد، وأنا على ثقة أن إخوتي الصغار سوف يسيرون على أثري ويثأرون من الأوغاد».
كانت الفكرة التي انطلق منها هؤلاء «تحقيق العدل أو إيقاف ومنع الظلم»، وضحوا بحياتهم من أجل هذه القيم العظيمة، بعد أن خلصت من تصفح الكتاب، تركت مهمة إبقاء رأسي فوق كتفي «لمسند الكرسي».
تخيلت أن هؤلاء الذين علقوا على المشانق أرواحهم تزيح الغيوم عن سماء روسيا في عهد «ستالين»، ليروا كيف هي أفكارهم أصبحت واقعا.
فرت من شفتي ابتسامة ساخرة على هذا المشهد المتخيل، فقد كانوا مدهوشين من حجيم الظلم، وأحدهم قال : «هل أهدرنا حياتنا من أجل صنع ظلم جديد للشعب الروسي» ؟.
وهي نفس الدهشة التي أصابت أرواح «يهود محرقة الهولوكوست» .، إذ قال أحدهم «لنتنياهو»، هل هذا كل ما تعلمـته من المحرقـة، بأن تصنـع محرقـة جديدة ؟.
هل تعلم ما هو أخطر ظلم يا صديقي ؟
إنه ليس ظلم الآخر، بل ظلمك أنت للآخر، فظلم الآخر يمكن رؤيته بسهولة ووضوح ولن يكون ملتبسا عليك، فيما ظلمك للآخر سيكون عصيا عليك في أحايين كثيرة، «فهتلـر وستالين ونتنياهو وباقي الطغاة» حين ارتكبوا جرائم الإبادة الجماعية، كان المحرك لهم فكرة إقامة العدل على طريقتهم، ولم يفكروا ولا لحظة أن ما يقومون به ظلم، لهذا لم يردعهم الضمير..
فكر بهذا دائما يا صديقي، وتذكر دائما «أن أفضل الجهاد جهاد النفس».
التوقيع : صديقك.
S_alturigee@yahoo.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة